مهدي الباز
مهدي الباز
مهدي الباز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى مهدي البازمنتدى يتعلق بكل القضايا العصر
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
»  لا تتزوج قبل ان
( Avatar (mehdi nehal I_icon_minitimeالجمعة مارس 07, 2014 11:15 pm من طرف mehdi nehal

»  collection
( Avatar (mehdi nehal I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 25, 2013 11:08 pm من طرف asma

»  مكياج رووووووووووووعة تعالوا معي
( Avatar (mehdi nehal I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 25, 2013 10:33 pm من طرف asma

»  كل بنت تدخل و تشوف إذا اسمها عربي أو لا
( Avatar (mehdi nehal I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 25, 2013 10:21 pm من طرف asma

» موضوع لنقاش بمناسبة العيد الأضحى المبارك
( Avatar (mehdi nehal I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 15, 2013 8:46 pm من طرف mehdi nehal

»  هل حقا وجود المـال يلغي عيوب الرجال عند النسـاء؟؟ موضوع للنقاش
( Avatar (mehdi nehal I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 15, 2013 8:36 pm من طرف mehdi nehal

»  مميزات الباش الجديد 1.1 لبيس 2014 و القادم أقوة
( Avatar (mehdi nehal I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 11, 2013 9:28 pm من طرف mehdi nehal

»  صفات القائد المذهل-للدكتور أحمد شلتوت – Dr. Ahmed Shaltout
( Avatar (mehdi nehal I_icon_minitimeالسبت أغسطس 31, 2013 3:21 am من طرف semsemaosama

»  موقع للكتب التقنية و العلمية
( Avatar (mehdi nehal I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 20, 2013 3:19 am من طرف KARIM-Admin

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 1 عُضو حالياً في هذا المنتدى :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 1 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 28 بتاريخ السبت أغسطس 03, 2019 11:01 pm
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 20 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو acAlzeC فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 394 مساهمة في هذا المنتدى في 387 موضوع
تصويت
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط مهدي الباز على موقع حفض الصفحات

 

 ( Avatar (mehdi nehal

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mehdi nehal
Admin
Admin
mehdi nehal


عدد المساهمات : 153
نقاط : 467
تاريخ التسجيل : 31/05/2013

( Avatar (mehdi nehal Empty
مُساهمةموضوع: ( Avatar (mehdi nehal   ( Avatar (mehdi nehal I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 19, 2013 12:19 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
 
كتب المراجعة : عماد العذري
بطولة : سام وورثينغتون , زوي سالدانا , سيغورني ويفر,
ستيفن لانغ , جيوفاني ريبيشي , ميشيل رودريغيز

إخراج : جيمس كاميرون


الفيلم السينمائي الثامن للكندي الكبير جيمس كاميرون , و الأول له منذ إثني عشر عاماً عندما ملأ الدنيا و شغل الناس بأنجح فيلمٍ في تاريخ السينما Titanic عام 1997 , يعود به ( ملك العالم ) - كما أطلق على نفسه في حفل الأوسكار يومها مقتبساً جملة بطله جاك داوسون الشهيرة – ليثبت للكثيرين بأن الأمر بالفعل كان يستحق الإنتظار , و ليؤكد كل تلك الأقاويل التي تطايرت عن الثورية التي سيحدثها هذا الفيلم في دنيا المؤثرات الخاصة , Avatar يأتي قبل أسبوعين فقط من ختام الموسم الهوليوودي ليقلب موازين المخيلة السينمائية الخصبة و يقدم ذلك المذاق السينمائي الثوري الذي لطالما عودنا عليه المغامر الأنجح في تاريخ هوليوود : جيمس كاميرون .
قبل هذا الفيلم بثمانية عشر عاماً كان جيمس كاميرون أول مخرجٍ على الإطلاق يكسر حاجز المائة مليون دولار لكلفة فيلمٍ ما عندما قدم تحفة الخيال العلمي الشهيرة Terminator 2 : Judgment Day عام 1991 , و بعد ذلك بأعوامٍ ستة كان كاميرون أيضاً أول رجلٍ يكسر حاجز المئتي مليون دولار عندما قدم تحفته العظيمة Titanic عام 1997 , و الآن و بعد إثني عشر عاماً من الترقب يخوض الرجل المغامرة ذاتها و يكسر حاجز الثلاثمائة مليون دولار لأول مرة في Avatar , القاسم المشترك بين الأفلام الثلاثة - علاوةً على إسم مخرجها – واضحٌ و بسيط : جميعها أفلامٌ عظيمة .
في Avatar يتجاوز جيمس كاميرون كل الحدود التقليدية للمخيلة السينمائية , ترقب في هذا الفيلم تحدياً صعباً و عسيراً لمخيلتك , إختبرها في محاولتها إدراك المدى الذي يمكن أن تصل به التقنيات الحديثة بصناعة السينما , جهز نفسك لتلقي سيلٍ من المفاجئات , هذا الفيلم ساحر الجمال , ربما أكثر سحراً من أكثر الأفلام سحراً التي شاهدتها في حياتك , جيمس كاميرون يعيد تعريف التوظيف السليم للمؤثرات البصرية في خدمة الملحمة السينمائية , و على خلاف أعمال مايكل باي و رولاند إيميريك يأتي Avatar ليقدم صفعةً قويةً لأولئك الذين يحاولون الفصل بين جمال الصورة و عمق القصة كسبيلٍ نحو صناعة Blockbuster , جيمس كاميرون يثبت مرةً بعد أخرى قدرته على صناعة أعمالٍ عظيمة و عميقة في آن , ممتعة للبصر و مرضية للنفس , و فوق هذا و ذاك , خالدة .
تدور أحداث الفيلم في عام 2154 , و يحكي قصة جيك سولي جندي البحرية الأمريكية المشلول الذي يدخل أحد البرامج العسكرية السرية و يدعى Avatar كتعويضٍ لشقيقه التوأم المتوفي و الذي كان أحد أركان البرنامج الذي يستهدف السيطرة على كوكبٍ بعيد يدعى بونادورا بعد الحصار البيئي الذي تعرضت له الأرض , في البرنامج سيتم دمج جينات جيك مع جينات مخلوقاتٍ بدائية تستوطن الكوكب بغية تخليق مجسدٍ يقوم بوظيفة الجندي المشلول على سطح الكوكب في التقرب من سكانه و ترويضهم و تسهيل مهمة القوات العسكرية في بسط نفوذها على كوكبهم .
هذا الفيلم حدثٌ سينمائي حقيقي و نقطة تحولٍ مهمة في تاريخ السينما , قد تكون الأعظم في السينما ثلاثية الأبعاد , الكثيرون عقدوا مقارنةً منطقيةً جداً بين هذا الفيلم و فيلم The Jazz Singer عام 1927, الذي يوثقه المؤرخون كأول فيلم في تاريخ السينما الناطقة , و على الرغم من أن Avatar ليس الفيلم الأول الذي يوظف تقنية التصوير ثلاثي الأبعاد , كحال The Jazz Singer الذي لم يكن أول فيلم يقدم السينما الناطقة , إلا أن كلاهما يمتلكان الأثر ذاته : هما أول من فتح أعين المشاهدين بقوة تجاه المدى الحقيقي الذي يمكن أن تصل إليه صناعة السينما بواسطة هذه التقنية , جيمس كاميرون يثبت ريادته السينمائية من جديد بعد القفزات التقنية الجبارة التي حققها في دنيا المؤثرات البصرية في أفلامه السابقة , خصوصاً ما قدمه في Aliens و The Abyss و T2 ثم في Titanic , و هو هنا يدعو جمهوره – كما عوّدهم – لتجربة نوعٍ غير مسبوق من المؤثرات الخاصة كما فعل قبله جورج لوكاس في ثلاثية Star Wars و بيتر جاكسون في ثلاثية The Lord of The Rings , هذا الفيلم فصلٌ جديد في دنيا الخيال العلمي , مثل Metropolis و 2001 و Star Wars و Blade Runner و The Matrix , أعظم ثورة تقنية تضرب الشاشة الكبيرة منذ أن ظهر غولوم بكامل جسده قبل سبعة أعوام في The Two Towers , يبدو كاميرون هنا و كأنما يحقق حلم حياته , و أي حلمٍ يمكن أن يراود رجلاً وقف على قمة العالم – و لا يزال – بقرابة ملياري دولار صبها في خزائنه من سفينته التي جثمت - قبل 12 عاماً - على شباك التذاكر الأميركي لثلاثة و ثلاثين أسبوعاً , الحلم كان واضحاً لدى كاميرون لكنه لم يكن سهلاً على الإطلاق , فقد إستغرق المشروع من جيمس كاميرون 15 عاماً ليكتمل تماماً في مخيلته , و كان الرجل ينتظر أن تتطور التقنيات السينمائية بالدرجة الكافية للقيام بما يريد القيام به , و إنتظر بشغف أن يقوم شخصٌ ما في يومٍ من الأيام بإختراع ما يحلم الرجل بتطبيقه في فيلمه , لكن هذا لم يحدث , الأمر الذي دفعه بعد كل هذه السنوات لإختراع تقنياته بنفسه بمساعدة زميله و رفيقه القديم فينس بيس , ثم إستنزف 3 أعوامٍ من العمل المتواصل و جهود أكثر من ألفي شخص ليظهر بالمظهر الذي شاهدناه عليه , جيمس كاميرون يعيد خلق طبيعةٍ كاملةٍ مكتملة المعالم لكوكب بونادورا , من خلال عملٍ عبقري لمصممي الإنتاج ريك كارتر و روبرت سترومبيرغ , إبتكر خلالها – كما تقول التقديرات - قرابة 500 كائن حي ليعيش على سطح الكوكب , و طوّر من أجله لغةً خاصة صممها خبير اللغات بول فرومر ليتحدثها السكان الأصليون للكوكب , و بلغت كلفة الفيلم الإجمالية رقماً يتراوح بين 250-500 مليون دولار , على الرغم من أن الكثير من المراقبين يقدرون بأن ميزانية الفيلم تجاوزت الـ 300 مليون دولار بقليل , كل هذا في سبيل حلمٍ من أحلام جيمس كاميرون !! , النتيجة كانت مبهرةً و ساحرةً بحق , صدقوني لم تكن هذه الكلمات في بالي قبل أن أدخل إلى صالة السينما , لكنك لا تمتلك إلا أن تقولها : ليس كأي شيء آخر شاهدته من قبل !!..
في هذا الفيلم يقدم جيمس كاميرون التزاوج الأفضل و الأكثر إتقاناً بين تقنيتي الـ Live-Action و مؤثرات الـ CGI , و علاوةً على تقنيات الـ CGI المستخدمة هنا بتكثيفٍ غير مسبوقٍ من قبل , و إبتكاره لتقنية محاكاةٍ جديدة أطلق عليها إسم The Volume, قفزت بتقنية المحاكاة التقليدية خطواتٍ واسعةً إلى الأمام , أمرٌ تجلى بوضوح في أداءات شخصيتي جيك سولي و نيتيري و المرونة العجيبة التي قدمت بها , حيث إعتمدت هذه التقنية على قناع وجه فائق الحساسية مدعوم بكاميرا فائقة الدقة لإلتقاط كافة تعابير الوجه ( و هو المقياس الأدائي الأول ) , تقنية أستخدمت ببدائية في تقديم شخصية غولوم في ثلاثية The Lord of The Rings لكنها هنا بلغت ذروة مجدها مقدمةً شخصياتٍ فائقة المرونة و حقيقية التنفيذ على الرغم من كرتونية مظهرها بالمقارنة مع غولوم ..
بعد كل ذلك كان ذهن جيمس كاميرون صافياً و خلاقاً بشدة ليرتقي بتقنيات الـ Live-Action خطوةً جبارةً إلى الأمام بفضل نظام الـ Fusion Digital 3-D Camera الذي طوره كاميرون مع شريكه فينس بيس , و هي التقنية الجديدة التي إبتكرها و أطلق عليها إسم Motion-Capture System , و التي أتاحت – لأول مرة – للممثلين المنفذين لمحاكاة الـ Live-Action إمكانية رؤية مؤثرات الـ CGI التي ستحيط بهم و تغمرهم في الصورة النهائية للفيلم و بالتالي التفاعل معها أثناء التصوير عوضاً عن الوقوف أمام خلفية خضراء أو زرقاء و الإعتماد على الخيال , الأمر الذي أتاح تفاعليةً عالية بين الممثلين و ما يحدث من حولهم , و هي التقنية التي أتاح جيمس كاميرون لزميليه ستيفن سبيلبيرغ و بيتر جاكسون فرصة تجريبها في أعمالٍ مقبلة , و ظهرت نتائجها المبهرة في المعارك الشرسة التي جرت على سطح بونادورا , المعارك التي أقل ما يقال عنها بأنها : غير مسبوقة !
بعد كل هذا الحديث عن التقنية في الفيلم , أقولها بثقة : هناك سينما حقيقية في الفيلم , يستفزني كثيراً الحديث عن الفارق بين السطحية و العمق من جهة و بين البساطة و التعقيد من جهةٍ أخرى , و محاولة الخلط أحياناً بين السطحية و البساطة أو صنع إقترانٍ بينهما , يعيدني الأمر أكثر من عقدٍ كاملٍ إلى الوراء لأستذكر الهجمة التي تعرضت لها قصة الحب في Titanic , و التكثيف الشديد على حقيقة أن الحبكة لم تكن معقدةً بالشكل الكافي لتصنع قصةٍ حب عميقة , جيمس كاميرون كان في Titanic و بقي في Avatar سينمائياً أصيلاً جداً , بحث الرجل عن جوهر السينما من وجهة نظر المخرج , روضها كغاية و لم يكتف بالتعامل معها كوسيلة , صنع قصة حبٍ غاية في البساطة ( و أقرب إلى الحلم : رءآها و رأته , و أحبها و أحبته , بكل بساطة ) لكنها بالمقابل غاية في العمق , وظف هذه القصة كما وظف جزئياتٍ اخرى في فيلمه ( منها حادثة الغرق بحد ذاتها ) لخدمة عمقه الحقيقي و رسالته الإنسانية عن الصلف الطبقي و العجرفة و الغرور الإنسانيين , و بقي فيلمه - على الرغم من الترويج الجماهيري له كقصة حب – ملحمةً إنسانيةً غايةً في العمق و الشاعرية , وظفت ( و أكرر هذه الكلمة ) قصة الحب لخدمة رسالتها و لم تجعلها تبدو و لو لثانية دخيلةً أو فائضةً عليها , في Avatar يعيد جيمس كاميرون الكرة من جديد , بتمكنٍ أفضل على مستوى تطور الحكاية جعلها تحافظ على البعد الإنساني طوال أحداث الفيلم و ليس في فترة الذروة فقط , و هو إثبات ٌ واضحٌ على ذكاء الرجل و تطويره لذاته و قدراته , في جوهر هذا الفيلم هناك قصة حبٍ أخرى , نشأت بين جيك سولي و الأميرة نيتيري , نشأت بالبساطة ذاتها التي نشأت بها قصة جاك و روز في Titanic : قصة إنقاذ تقوم بها الأنثى هذه المرة ! , لكن كاميرون بالتمكن ذاته يوظف هذه القصة لخدمة الرسالة الإنسانية التي يقدمها عن المستعمر و صاحب الأرض , و تماماً كما يحدث في Titanic : غير مهم كيف يحدث هذا , المهم أنه يحدث , بساطة لا تتعارض إطلاقاً مع عمق القصة بل توظف في الأساس لخدمتها , و ما كان تعقيد قصة الحب الذي نشده البعض في Titanic ليبدو منطقياً من منطلق كون المسرح الزمني للأحداث لا يتجاوز ثلاثة أيامٍ فقط , لا تحتمل بأي شكلٍ من الأشكال قصةً في تعقيد The English Patient على سبيل المثال , كاميرون ينجح – كما فعل قبل 12 عاماً – في وضع قصةٍ رومانسية بسيطة ضمن ملحمةٍ كارثية تختبر العقلية الإنسانية , و تجردها , و تقوم بمحاكمتها أيضاً ..
ما أثارني أكثر بين كل الأحاديث التي سمعتها و قرأتها عن السيناريو في الفيلم هو الحديث عن ضعفه , و على خلاف ما قرأت لا أجد هذا يمت للواقع بصلة , لا توجد شخصية في هذا السيناريو غير مفهومة , لا يوجد تطور واحد ضمن الأحداث غير مفهوم , لا يوجد أي تقدم درامي في سير القصة غير مبرر , بل حتى لا يوجد إنفعال واحد تعجز عن تفسيره في الفيلم , السيناريو في الواقع ليس ضعيفاً إطلاقاً , سيناريو الفيلم بسيط , و الفارق بين الكلمتين شاسع , تماماً كما حدث مع Titanic , لا تستطيع أن تبالغ بمدحه لكنك أيضاً لا تستطيع أن تصفه بالهشاشة أو الضعف , السيناريو هنا لا يكسر قواعد السرد القصصي المعتادة , خصوصاً في الملاحم , لكنه يبقى قادراً بطريقةٍ ساحرة على موازنة قصةٍ مألوفة مع رؤيةٍ بصريةٍ رائدة و حيوية تجعل إمكانية إعادة مشاهدة فيلمٍ من 162 دقيقة – لا تشعر بطولها إطلاقاً - أمراً حتمياً , الصورة – كما في The Matrix و Blade Runner و 2001 – هي جزء لا يتجزأ من هذا السيناريو , الفيلم كتب لينفذ بهذه الصورة تحديداً , جزئية أتقنها جيمس كاميرون تماماً في Titanic الذي روض به نصاً هدفه الرئيسي جعل الناس يعيشون الليلة الأخيرة من حياة السفينة المنكوبة , و جعل الصورة – أكثر مما يتصور البعض – قادرةً على المساهمة في كتابة جزء من النص , هنا يعيد الرجل الكرة , عندما يريد النص أن يأخذك في رحلةٍ نحو كوكب بونادورا , لا تجعل الصورة في الفيلم من هذه الرحلة رحلةً تقليدية , بل تجعلها رحلةً حقيقيةً يمكن للمشاهد أن يعيشها , و عندما يهدف النص لصناعة رهبةٍ حقيقيةٍ تجاه الكوكب من قبل الغزاة المستعمرين من خلال شحنٍ نفسي و عباراتٍ من قبيل ( إذا كان هناك من جحيم , فستذهب إليه بعد بونادورا كنوعٍ من الإستراحة ) , تقوم الصورة هنا بخلق الرهبة ذاتها في مواجهة جيك سولي الأولى مع مخلوقات الكوكب , جيمس كاميرون للمرة الثانية على التوالي يتعمد أن يكتب نصاً بسيطاً في سرده و في بناء شخصياته و تطور أحداثه , يزول وضوح بساطته أمام قوة الخيال المحدث بالمؤثرات البصرية الإستثنائية التي يقدمها , لدرجةٍ يجعلنا – أكثر من معظم الأفلام التي توظف تقنيات الـ CGI و الـ Live-Action – نهتم فعلاً بهذه الشخصيات , و نراقبها , و نقلق لمصيرها .
رسالة الفيلم بالمقابل بسيطة و واضحة و عالمية , فيلم عن الأرض الأم , عن الإمبريالية و التوسع الإستعماري , عن الشرف بصورته الأبسط و الأكثر مباشرة : فعل ما يجب فعله و ليس ما يفترض فعله , يقدم هذه الرسالة بوضوح من خلال حوارات بسيطة ( و قليلة نوعاً ما قياساً لمدته ) , الفيلم يستلهم مجموعةً من القصص العظيمة التي سبقته , يعيد مزجها ببعضها و يقدم لنا معالجةً جديدةً لقصة بوكاهونتاس , تبدو كنسخة خيالٍ علمي من Dances With Wolves أو The Last Samurai, أو نسخةً فانتازيةً من Apocalypse Now , في هذه القصص هناك ردة يتعرض لها رجلٌ عسكري يجد نفسه فريسة إنقلابٍ فكري و روحي نتيجة وجوده في مكانٍ غريب و بيئة مختلفة , و يجد نفسه بعد ذلك نصيراً لها و متمسكاً بها على حساب أبناء جنسه , هذه المرة برمزيةٍ دينيةٍ مباشرة لقصة الرجل المختار المبعوث ليقود الأمة نحو النصر , قصة ليست جديدة , و لكنها أيضاً ليست مستهلكة , أو على الأقل لا يجعلها الرجل تبدو مستهلكة , من خلال إستلهامه لفلسفة النظام العالمي الحديث و إسقاط صورته على هذه الشركة العملاقة الباحثة عن الحجر الثمين ( أنوبتانيوم ) في كوكب بونادورا , في هذا الفيلم تكون الأرض محاصرةً بيئياً , لكن على خلاف سائر أفلام الإستعمار الفضائي لا يكون المكان بحد ذاته هدفاً للمستعمر , المستعمر – كحال الإمبريالية الأمريكية – لا يبحث عن مكانٍ يؤويه و يضمه إلى أملاكه , النظام الإستعماري الجديد يعمل بذراعين يمثلان في هذا الفيلم ذراعي هذه الشركة العملاقة , الذراع العلمي تقوده البروفسورة غريس أوغستين ( تؤديها سيغورني ويفر ) و الذراع العسكري يقوده الكولونيل مايلز كوارتيش ( يؤديه ببراعة ستيفن لانغ ) , و الذراعان على طرفي نقيض و إن كانا يخدمان المصلحة ذاتها , الأول يهدف لبناء أواصر الثقة و الأمان المزيف بعلاقة ودية بين الطرفين هدفها في الأخير الحصول على الأنوبتانيوم , و الأخرى تجد الحل العسكري مثالياً لأمورٍ كهذه , فيلم يحاول تفسير النقاط غير المفهومة في السياسة الأمريكية المعاصرة و الإستعمار الجديد الذي مارسته و تمارسه , الفيلم يبدو و كأنما يلامس روح فيتنام و أفغانستان و العراق من خلال مصطلحات يتداولها أبطاله كـ ( مواجهة الإرهاب بالإرهاب ) و ( الضربة الإستباقية ) , و يحاول تقديم صورةٍ مفهومةٍ لسبب فشل كل تلك النزوات الأمريكية على الرغم من الدمار الذي أحدثته في تلك البلدان : شعب النافي عاش في بونادورا بالرغم من قسوته لأنهم ببساطة عرفوا الكوكب جيداً , و تناغموا مع طبيعته , و كانوا عقلاء في ترويض مخلوقاته , العقدة التي من الصعب للغاية إستيعابها لدى المستعمر , كاميرون من خلال النص و الصورة يخدم فكرته بولاء كامل من خلال الرمزية التي يمثلها قيادة النافي لأي حيوانٍ من حيوانات الكوكب و التواصل العقلي و الروحي المحدث من خلال إرتباط ظفيرة النافي بظفيرة الحيوان , صورة جميلة و غير مفتعلة لمدى تواصل الكائن مع بيئته , تتعزز بقوة بالمشاهد الكثيرة التي تسرد قصة الأرض الأم و شجرة الصفصاف العملاقة , و التواصل العصبي غير المفسر بين شعب النافي و الأرض التي يعيش فيها , جيك سولي يتساءل في أحد مشاهد الفيلم : ماذا سنعرض عليهم ؟ بيرةً مخففة أو بنطلونات جينز ؟! , تساؤل يأتي من رجلٍ أدرك صعوبة البقاء في أرضٍ لا يستوعبها , و لا تستوعبه , جيك سولي يقوم هنا بذات الدور الذي لعبه في الماضي أبطال الويسترن , الإنطلاق نحو الطبيعة , و تحديها , و ترويضها على طريقته , ثم الوقوف بعد كل ذلك و تأملها في جلال و إحترام بالرغم من عقلية الكاوبوي التي تستعمر دماغه , في هذا الفيلم لا نشاهد إنقساماً صارخاً في نفسية بطله جيك سولي على الرغم من وجوده , لا نشاهده بسبب عدم منطقيته , جيك سولي يقوم بمهمةٍ ذهنية مقابل نقودٍ سينفقها في عملية جراحيةٍ مكلفة لإستعادة الحياة في ساقيه , لكنه الآن يعيش بساقين في هذا العالم الإفتراضي , جيك سولي يفقد حماسه لمهمته بسبب فقدان الدافع , و يقوم في هذه المرحلة بما يجب عليه أن يقوم به , بما يمليه عليه ضميره و إنسانيته , لا بما كلف به أو بما يفترض عليه القيام به , جيمس كاميرون يدرك تماماً – كما فعل في قصة الحب في Titanic و هي حدوته ذلك الفيلم – بأن الإنقسام الصارخ في الحدوتة الرئيسية سيفقدها تماماً منطقيتها , جيك سولي ليس شقيقه التوأم : الرجل العالم المتفرغ لهذه المهمة بدافعٍ علميٍ أصيل , جيك سولي شخصٌ يخوض هذه المهمة لغرض , يشعر – ذهنياً على الأقل – بأنه حصل على هذا الغرض , و نشاهد مقدار سعادته في المرة الأولى التي يشعر بها بالحياة في ساقيه , فيعود كما كان : جيك سولي ! بكل بساطة : يقع في الحب , و يخوض مغامراته المجنونة و الطائشة في هذا المكان الغريب , و يقوم بما يمليه عليه عقله , و ينحاز لصف سكان البلد الأصليين عندما يشعر بأن مهمته الأصلية إنحرفت عن مسارها بسبب نزواتٍ عسكريةٍ مجنونة , ثم يخلص في الختام إلى أن هذه الأرض ليست له , لا يتنفس هواءها , و لا يتأقلم مع بيئتها , و لا يستوعب تفاصيلها , و عندما حدث هذا , حدث لأنه أصبح منهم , و شبيهاً لهم , و يخلص في الختام إلى أن المستعمر يأتي و يذهب , و تبقى الأرض الأم حنونةً على أبناءها , و مخلصةً لهم , و فخورةً بهم ..
نعم .. أثارني جيمس كاميرون في هذا الفيلم , حقيقةٌ لم أستطع أن أراوغها بتاتاً على الرغم من أنه من النادر أن يثيرني فيلم , مزيج فذ من جيمس كاميرون ذاته , من كلاسيكيتين شهيرتين قدمهما فيما مضى : ثقافة غزو الفضاء و التدخلات العسكرية في Aliens , و الحب الناشيء بين شخصين من بيئتين و عقليتين متباعدتين في Titanic , و كي تتمكن من دمج بعدين كهذين في قصةٍ واحدة عليك أن تتمكن من ترويض الحبكة في خدمة المغامرة , المخرجون الآخرون يعملون على الحبكة من جهة , ثم يقلعون منها نحو التأسيس للمغامرة , كاميرون على خلافهم يجعل الحدوتة جزءاً من المغامرة , من خلال تطور نفسي حقيقي لدى جميع الشخصيات في الطريق نحو المعركة الختامية التي لا تنسى , ثم تطور درامي حقيقي للحدث ضمن المعركة ذاتها لدرجةٍ تحتار معها فعلاً و تتساءل كيف ستنتهي , أولئك الذين ينسبون إنبهار الناس بهذا العمل إلى قوته كفيلم 3-D , لا يستوعبون كم كان هذا الفيلم عظيماً في 2-D , جيمس كاميرون مجدداً يقدم الكثير من جيمس كاميرون : القصة البسيطة , الإثارة التي تحبس الأنفاس , الثورية البصرية , و متعة أن تشاهد شيئاً لم تشاهده من قبل , و الكثير و الكثير من السينما , لهذا نحب هذا الرجل , و لهذا نعشق أعماله , و لهذا نتوق لجديده , و لهذا ننتظره و ننتظره , حتى لو كلفنا ذلك 12 عاماً ..
قاومت كثيراً فكرة العلامة الكاملة في تقييم هذا الفيلم , ثم كما حدث مع The Departed وجدت نفسي أنحني له , و إن كان إنحنائتي هذه المرة أسرع مما كنت أتصور , ببساطة عدت إلى النقطة التي دائماً ما أبحث عنها في أي فيلمٍ أشاهده : ما هو الغرض الذي صنع هذا الفيلم من أجله ؟ لطالما قيمت الأفلام بناءً على هذه النقطة , و لن أخرج عن النص هذه المرة , دعك من بساطة الحبكة و وضوح دوافع الشخصيات , أنت لا تقرأ روايةً هنا , أنت تبحث عن سينما , و في الواقع هذه هي السينما , و من أجل هذا أطلقها الأخوان لوميير قبل أكثر من 11 عقداً , نعم , لم أجده كاملاً , لكنني في الوقت ذاته لم أجده معيباً , و ربما هذا جزءٌ من براعة الإخراج الكاميروني , تذكرت تعريفي المبسط للسينما ( في حوارٍ أجراه معي لصالح منتديات سينماك صديقي محمد المصري ) , قلت يومها بأنها أربعة كلمات تحتمل كتباً لتفصيلها : ( فن , تواصل , صناعة , ترفيه ) , و لأن جيمس كاميرون يخدم هذه الأركان الأربعة ( ربما كما لم يفعل فيلمٌ آخر خلال الألفية ) , فهو يستحقها , حدث سينمائي حقيقي , و إنجازٌ بصري مدوٍ , هذا واحدٌ من أفضل أفلام العام , من واحدٍ من أكثر مخرجي هوليوود ريادةً و ثوريةً على الإطلاق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
( Avatar (mehdi nehal
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  أول الأفلام المهمة في 2013 mehdi nehal
» شباب ضائع و تائه - بقلم mehdi nehal
»  لعبة البلياردو الشهيرة Cue Club مقدم من عند المشرف mehdi nehal

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مهدي الباز  :: الأفلام :: أفلام تركية مدبلجة أفلام أكشين وأفلام التاريخية .....-
انتقل الى: