السلام عليكم ورحمة الله
زوار وأعضاء واحة آدم،
أهلا وسهلا بكم في موضوع جديد:
رَقصَة أخِـيرَة
فاض القلب حنينا وشوقا إلى رقصة أخرى وأخيرة،
رقصة حزينة تحت ظل القمر الخافت، وضياء خفيف لا يكاد يظهر،
الظلام سينجلي بعد دقائق قليلة، وتشرق الأنوار مجددا معلنة عن ذوبان فرصة أخرى ضاعت مني..
لطالما خفت من المطر، والآن يتساقط وبغزارة،
كما لو أنه يريد أن يصدني عن تلك الرقصة التي دوما رغبت فيها..
كما لو أنه يضحك علي حينما ترتطم قطرات شتاءه بتلك الأرض الدنسة،
كالسهام الملتهبة تنغرز في قلبي الذي احترق شوقا..
تحديت أكبر مخاوفي، دخلت الساحة المبتلة،
قطرات المطر أصبحت حنونة فجأة حين بدأت تلامس وجهي وتضفي الرقة فيه.
شعور يجعلني أتقدم أكثر فأكثر نحو النقطة التي تم تسليط الأنوار عليها.
خطواتي تثاقل كلما أقتربت..
إلى أن انفردت برقصتي، رُحت أرقص كالمجنون.
أرقص على إيقاع غدر الزمان..
أرقص على نغمات سوء الحظ في هذه الحياة..الغريبة،
أعجز عن الابتسامة، يتوقف خفق قلبي بين الفينة والأخرى،
أرغب في البكاء بشدة، أستجمع قواي وأبتسم رغم كل شيء مجددا،
نبض قلبي بدأ يبطئ ويبطئ، والأمطار تشتد..
ولازلت مستمرا في الرقص على إيقاعات كل أشكال الحياة المرة..
شعور بارد تملكني في تلك اللحظات التي بدأت أبرهن على أنني أحمق حقاً،
لم يكترث المارة لأمري، كل ما يهمهم هو إيجاد مكان للاختباء من شدة المطر الذي قد يتحول إلى شيء أخطر،
عاصفة قوية تهب، لم أدري ماذا يتوجب علي فعله، هل أنجو بحياتي أم أضع حدا لها بهذه الطريقة التافهة،
وأنا أرقص..وفي غير مبلاة..
الكل يصرخ: ابتعد يا أحمق، وقم بتأجيل رقصتك السخيفة لوقت لاحق.
فات الأوان، الرياح ترقص بي بدورها أيضا،
وفي لحظة أدركت أنها رياح الحياة العاتية،
كنت ألعب بحياتي، وأرقصها على هواي، إلى أن حان وقت ثأرها.
((بصراحة لم أجد نهاية سعيدة لما كتبت، ولا أظن أنني كنت أحلم واستيقظت من كابوس،
نهايات روتينة ومستهلكة، ما فكرت فيها حتى..ولكن كنت مظطرا لاختتامها بطريقة أخرى،،))
أخيرا لم تكن إلا رقصة الحبيب الذي طال انتظاره بحرقة،
ذاك الحبيب كان هو التصالح مع الذات.
تلك الرقصة كانت نهاية لحياة قديمة.
لأعلن المشوار عن بداية جديدة مغايرة تماما.