أنا الفقير..!
أنا الفقير..!
الذي لم يملك قوت يومه و لا عشاء ليله..
الذي لم يملك مال دوائه و لا مستقبل أولاده..
الذي لم يملك حرية نفسه و لا منصبا كغيره..
الذي لم يعش سعادة حياته و لا أحس براحة موته..
الذي لم يجد في الدنيا سوى الوحوش تنغص أحلام نومه..
الذي لم يملك سبيل للإطمئنان حين يدخل منزله..
الذي لم يستطع العيش بسلام و هو يضع رأسه على وسادته..
الذي لم يحس يوما بلذة النوم على سريره..
أنا الفقير..!
الذي لم يملك الحق في التحدث عن الإصلاح و التغيير
الذي لم يملك الحق في فتح فمه للحديث عن زيادة الأجور
الذي تعرض لضرب " العساكر " يوم خرج لينتفض
الذي دخل المنزل يوما فوجد إبنه قد مات جوعا
الذي لم يملك لا ماضيا و لا حاضرا و لا مستقبلا لنفسه
الذي لم يذق لذة السعادة منذ ولدته أمه صغيرا
الذي لم يحس براحة الحياة منذ عرف العمل
الذي لم يشعر بعائلته لأنه كان بعيدا يوفر لهم متطلبات حياتهم
الذي لم يلبس سروالا إلا مقطعا و لا قميصا إلا متسخا
الذي لم يفخر يوما بنفسه و لا ينتظر ان يفخر يوما بأولاده
أنا الفقير..!
الذي كره من غلاء المعيشة في بلد يتبجح بأموال البترول
الذي أحب الغرب لأنه لم يشعر يوما أنه من العرب
الذي عانى ويلات الجوع و العطش فما رأى للهناء و الخلاص سبيلا
الذي تعجب من اناس يشترون بما يعادل شهريته زجاجة خمر فاخرة
الذي إندهش من أناس يبيتون في فنادق الخمس نجوم في حين أنه لم يملك حتى منزلا يأويه
الذي غضب يوم رأى نتائج الفقر التي أودت بحياته إلى الجحيم
الذي لم يجد دولة تسانده فلم يجد غير سجارة التدخين
الذي لم يعش و لو للحظة سعادة المال
الذي يتمنى الموت مع كل صباح حين يسمع صياح الديك
الذي كره من الفقر و كره الفقر منه لكن كتب عليه الفقر لكي يسمى فقيراً
الذي يريد الغنى فلم يجد السبيل و يريد الهناء فلم يجد الطريق
الذي يريد فقط الخروج من قوقعة المال القليل و الحسابات القذرة
أنا الفقير..! فهل تذكرتني يوما أيها الغني؟!!
وخير ..ختآم .. سلآم